أنتَ لي قبل أن نسقط في المرايا
لمن هذا المساء..؟!
وفي كهولة الياسمين
يحمل جرحي رفيف غيابك...
تنبعث النوارس من جمرات الحلم...
وتدوزن أوردتي دقّات الساعة
يا رجلاً..يرتّل أوجاعي
عُد إلى أعلى حَنجرتي وقل
قبّليني
فيموت صوتكَ في شفتيَّ
وأسكرْ....
لمن هذا الشتاء ..؟!
يا رجلاً يرمم أرجائي..
يستقيل الشوق من نهاري إلى نهاري..
ويلدغ ذاكرتي صوتُ الحقيقة
فتنام ذاكرتي على جرح القصيدة
وترحل الحجارة عن عيونك
لو لم تمت الحقيقة
لو تسمعون وخز قلبي
لأوقفتم نحور الدمع المستطيلة
كان لي تراب من وطن وبندقية
واسمك الضائع في حروف الأبجدية
كنّا جائعين!!
نرشف الجمر من شفاه الحزن ونمضي
يا شتاتيَّ الهشّ
في ليلة لا يرتجى منها قبلة واحدة
يا دموع التائهين في مماتي
رصاص غيابك يحفر صوتي
وأخور بين صخب المنايا وصمتي
وأنثرُ وَهَجَ القصيد في مجاهلي
فاجمع حمم الكلام عن الكلام
واجمعني
وداري مصابَ أوردتي وأضلعي
أشتاقكَ..
ليت المطرَ ينكرُ السحاب
عند ذاكرتي حين تنّدى اللقاء
ليتَ نعوش الرماد تسقط عن رئاتي
وأهجئُ تشرين عن منفضة الركام
رائحة الورد كاذبة هذا المساء
ولا يعي وجعي المحرومَ
سوى تراتيل الكمان