حديث الوطن- د. جمال سلسع
ملّت الذكرى البكاء
يا «دير ياسين» لا تطل على ذكراك أبداً
فما حملنا سوى أوجاعنا!
وما تركنا سوى الذكرى!
وما بين هذه الاوجاع وتلك الذكرى
نام فينا التاريخ ولم ينهض ابداً
أتقنا كل شيء سوى درب الرجوع
وامتهنا كل شيء سوى سنابل الدموع
لم نتعلم مذاق الانتصار، لأن طعمه غريب عنا
وأدمنا شهوة الانتظار، لأن ذلها قريب منا
لا تحزني يا «دير ياسين» على أحزان كاذبة فينا، لا تحزني على ذهولنا المفجع
عندما تمر الذكرى امامنا في موكبها الحزين،
دون ان نحني الهامة لشهدائها، ودون ان نمسح دمعة لا تظهر
فقد تراكم غبار السنين، ولم نعد نعرف «حيفا».
وما طلّت على القلب «يافا»
فقد صاح الديك اكثر من ثلاث مرات،
فكيف تصدق «حيفا» اننا لم ننكرها؟
وملّ الديك الصياح وما طلّ على «يافا» سحاب او غبار
هل خجلنا من مدن تركناها في زمن الرحيل؟
هل أعددنا مهنة الرجوع اليها في زمن المستحيل؟
ملّت الذكرى البكاء، والبكاء ما توقف إلا في محطات السراب
فأين أرفع علم وطني، وأعلامهم ترفرف في «حيفا» و «يافا» وعلى اطلال «دير ياسين»؟
فأين أفرش ساعدي؟ وكيف أحضن حمامة بيضاء مازالت في صحارى الذكرى تائهة،
بين شعارات امتطاها تجار السياسة؟